إذا قام أحد ما بدغدغتك أسفل الإبطين أو على جانبيك أو أسفل القدمين فغالبا ستنفجر ضاحكا و تطلق مجموعة من ردود الفعل اللاإرادية محاولا إبعاد هذا الشخص الذي يدغدغك. هذا أمر طبيعي يحدث لأغلب الأشخاص، و لكن جرِّب أن تدغدغ نفسك بنفسك، ما الذي يحدث؟ لا شيء! لماذا إذن لا نضحك عندما ندغدغ أنفسنا؟ و قبل ذلك، لماذا نضحك عندما يدغدغنا شخص ما؟
عندما يدغدغك شخص ما فهو فعليا يقوم بمداعبة الأعصاب الحسية اسفل البشرة، هذه الأعصاب، عندما تتعرض للدغدغة، ترسل مجموعة من الإشارات العصبية إلى المخ مما يؤدي إلى إستجابتنا بمجموعة من ردود الفعل.
هذه الردود تتمثل في الضحك و القهقهة غير المتحكَّم فيهما، بالإضافة لمجموعة من الحركات اللاإرادية. و لكن لماذا نستجيب بهذا الشكل الغريب و اللاإرادي؟
الأصل في ردود الفعل هاته هو كونها وسيلة دفاع طبيعية للبشر ضد الحشرات الصغيرة، فتخيل مثلا لو أن عنكبوتا صغيرا مرَّ فوق جسدك، ستشعر مباشرة بالقشعريرة تسري في جسدك و ستصاب بالذعر و الهلع و تطلق مجموعة من ردود الفعل اللاإرادية لإزالة تلك الحشرة الصغيرة من فوق جسدك. كذلك الأمر عندما يدغدغك شخص ما، فردود الفعل هي نفسها إلا أن المشاعر تختلف، فعوض الذعر نشعر بالضحك و ذلك لأن الدماغ البشري جد متطور و يستطيع التمييز بين ما هو خطر و ما هو آمن، و لكنه لا يستطيع تعطيل هذه العملية لأن الجزء اللاإرادي من الدماغ هو من يتحكم بها، أما الجزء الإرادي فيستطيع التحكم في المشاعر و الأحاسيس فقط.
هذه المرة أيضا يرجع السبب إلى الدماغ، و بالظبط إلى جزء منه يسمى المخيخ، هذا الجزء هو المسؤول عن حركة العضلات. الخاصية المميزة لهذا العضو هو أنه يستطيع التنبأ بحركاتنا بدقة كبيرة! و رغم أن مدة التنبأ التي يستطيع أن يصل لها لا تتعدى بضع أجزاء من الثانية إلا أن هذه المدة كافية ليستطيع هذا المخيخ إرسال معلومات إلى باقي أجزاء الدماغ لتستجيب حسب هذه التوقعات.
حسنا، ما علاقة المخيخ بدغدغة أنفسنا؟ عندما تقوم بدغدغة نفسك يتوقع المخيخ كل حركاتك فيقوم بإرسال معلومات إلى باقي أجزاء الدماغ ليخبرها بأنك أنت من تدغدغ نفسك لذا لا حاجة للإستجابة فليس هناك خطر، عندما تتلقى الأجزاء الأخرى من الدماغ هذه المعلومات تقوم مباشرة بتعطيل مناطق الدماغ المسؤولة عن ردود الفعل الناتجة عن الدغدغة، و كنتيجة لذلك لا تشعر بالضحك عندما تدغدغ نفسك.
أما في حالة تعرضك للدغدغة من طرف شخص آخر فالمخيخ لا يستطيع التنبأ بحركات هذا الشخص (لأنه يتنبا بحركتك الخاصة فقط)، إذن لا يتم تعطيل مناطق الدماغ المسؤولة عن ردود فعل الدغدغة و بالتالي ستشعر بالضحك.
إذا فكرنا في الأمر مليا، فهو يشبه إلقاء دعابة مضحكة، إذا ألقيت الدعابة على نفسك فلن تضحك لأنك تعرف مسبقا محتوى النكتة، أما إذا ألقيتها على شخص لا يعرفها فسيضحك بالتأكيد (إذا كانت مضحكة (: )، لأنه لم يتوقع الأمر المضحك في الدعابة.
حاول العلماء عدة مرات خداع العقل البشري لجعل الشخص يدغدغ نفسه و يشعر بالضحك، و لكن أغلبها كان فاشلا، و قليلة هي المحاولات الناجحة كالتجربة التي قامت بها العالمة سارة جاي بلاكمور.
لقد قامت سارة بوضع جزء ناعم من القطن على طرف عصا يحملها روبوت يُتحكم به عن بعد بواسطة جهاز تحكم، عندما قام مجموعة من الأشخاص بدغدغة أنفسهم بواسطة هذا الروبوت شعروا بالضحك! و لاحضت هذه العالمة أنه كلما زادت مدة التأخر بين ضغط الشخص على جهاز التحكم و بين دغدغة الروبوت له شعر الشخص بالضحك أكثر و قام بردود فعل أقوى، أي أن المخيخ مازال يستطيع توقع الحركات الصادرة عن الروبوت لأن الشخص هو من يتحكم به.
على الرغم من التقدم العلمي الكبير و كل هذه الإكتشافات التي ذكرناها إلا أن عملية الدغدغة مازال يعتريها الكثير من الغموض، و منذ مئات السنين و البشر يتساءلون حولها، فحتى أرسطو نفسه كان يتساءل: لماذا لا نضحك عندما ندغدغ أنفسنا؟؟ و الآن أنت تعرف الجواب و أرسطو لا يعرفه (: .
لماذا نضحك عندما نتعرض للدغدغة؟
طفلة تتعرض للدغدغة - المصدر : image by John Mayer / CC BY |
هذه الردود تتمثل في الضحك و القهقهة غير المتحكَّم فيهما، بالإضافة لمجموعة من الحركات اللاإرادية. و لكن لماذا نستجيب بهذا الشكل الغريب و اللاإرادي؟
الأصل في ردود الفعل هاته هو كونها وسيلة دفاع طبيعية للبشر ضد الحشرات الصغيرة، فتخيل مثلا لو أن عنكبوتا صغيرا مرَّ فوق جسدك، ستشعر مباشرة بالقشعريرة تسري في جسدك و ستصاب بالذعر و الهلع و تطلق مجموعة من ردود الفعل اللاإرادية لإزالة تلك الحشرة الصغيرة من فوق جسدك. كذلك الأمر عندما يدغدغك شخص ما، فردود الفعل هي نفسها إلا أن المشاعر تختلف، فعوض الذعر نشعر بالضحك و ذلك لأن الدماغ البشري جد متطور و يستطيع التمييز بين ما هو خطر و ما هو آمن، و لكنه لا يستطيع تعطيل هذه العملية لأن الجزء اللاإرادي من الدماغ هو من يتحكم بها، أما الجزء الإرادي فيستطيع التحكم في المشاعر و الأحاسيس فقط.
طفل يتعرض للدغدغة - المصدر : image by acheron0 / CC BY |
لماذا لا نضحك عندما ندغدغ أنفسنا؟
بعد أن عرفنا لماذا نضحك عندما يدغدغنا شخص آخر، نمر الأن إلى السؤال الأهم و هو لماذا لا نشعر بالضحك عندما نقوم بدغدغة أنفسنا؟هذه المرة أيضا يرجع السبب إلى الدماغ، و بالظبط إلى جزء منه يسمى المخيخ، هذا الجزء هو المسؤول عن حركة العضلات. الخاصية المميزة لهذا العضو هو أنه يستطيع التنبأ بحركاتنا بدقة كبيرة! و رغم أن مدة التنبأ التي يستطيع أن يصل لها لا تتعدى بضع أجزاء من الثانية إلا أن هذه المدة كافية ليستطيع هذا المخيخ إرسال معلومات إلى باقي أجزاء الدماغ لتستجيب حسب هذه التوقعات.
حسنا، ما علاقة المخيخ بدغدغة أنفسنا؟ عندما تقوم بدغدغة نفسك يتوقع المخيخ كل حركاتك فيقوم بإرسال معلومات إلى باقي أجزاء الدماغ ليخبرها بأنك أنت من تدغدغ نفسك لذا لا حاجة للإستجابة فليس هناك خطر، عندما تتلقى الأجزاء الأخرى من الدماغ هذه المعلومات تقوم مباشرة بتعطيل مناطق الدماغ المسؤولة عن ردود الفعل الناتجة عن الدغدغة، و كنتيجة لذلك لا تشعر بالضحك عندما تدغدغ نفسك.
أما في حالة تعرضك للدغدغة من طرف شخص آخر فالمخيخ لا يستطيع التنبأ بحركات هذا الشخص (لأنه يتنبا بحركتك الخاصة فقط)، إذن لا يتم تعطيل مناطق الدماغ المسؤولة عن ردود فعل الدغدغة و بالتالي ستشعر بالضحك.
إذا فكرنا في الأمر مليا، فهو يشبه إلقاء دعابة مضحكة، إذا ألقيت الدعابة على نفسك فلن تضحك لأنك تعرف مسبقا محتوى النكتة، أما إذا ألقيتها على شخص لا يعرفها فسيضحك بالتأكيد (إذا كانت مضحكة (: )، لأنه لم يتوقع الأمر المضحك في الدعابة.
حاول العلماء عدة مرات خداع العقل البشري لجعل الشخص يدغدغ نفسه و يشعر بالضحك، و لكن أغلبها كان فاشلا، و قليلة هي المحاولات الناجحة كالتجربة التي قامت بها العالمة سارة جاي بلاكمور.
لقد قامت سارة بوضع جزء ناعم من القطن على طرف عصا يحملها روبوت يُتحكم به عن بعد بواسطة جهاز تحكم، عندما قام مجموعة من الأشخاص بدغدغة أنفسهم بواسطة هذا الروبوت شعروا بالضحك! و لاحضت هذه العالمة أنه كلما زادت مدة التأخر بين ضغط الشخص على جهاز التحكم و بين دغدغة الروبوت له شعر الشخص بالضحك أكثر و قام بردود فعل أقوى، أي أن المخيخ مازال يستطيع توقع الحركات الصادرة عن الروبوت لأن الشخص هو من يتحكم به.
على الرغم من التقدم العلمي الكبير و كل هذه الإكتشافات التي ذكرناها إلا أن عملية الدغدغة مازال يعتريها الكثير من الغموض، و منذ مئات السنين و البشر يتساءلون حولها، فحتى أرسطو نفسه كان يتساءل: لماذا لا نضحك عندما ندغدغ أنفسنا؟؟ و الآن أنت تعرف الجواب و أرسطو لا يعرفه (: .
لماذا لا نضحك عندما ندغدغ أنفسنا؟
تمت مراجعته من قبل Houssameddine HAIMOURA
في
7/14/2018
تقييم:
ليست هناك تعليقات: