هل يمكن للحشرات أن تصاب بالسمنة؟

تعتبر السمنة من الأمراض المزمنة التي تؤرق حياة العديد من البشر حول العالم، و قد ظهر هذا المرض المعاصر في مجتمعاتنا لعدة أسباب من بينها عدم ممارسة الرياضة و كثرة إستهلاك المنتجات المصنعة و التي تحوي كميات كبيرة من الدهون و السكريات.

نرى أيضا أن في الطبيعة الحيوانات تصاب بالسمنة، كالقردة و الفهود و الكلاب... و في غالب الأحيان يكون سبب إصابة هذه الحيوانات بالسمنة هو قربها من البشر.

و بما ان البشر يصابون بالسمنة، و الحيوانات تصاب بالسمنة كذلك فهذا يدفعنا لطرح التساؤل الآتي:

هل الحشرات تصاب بالسمنة أيضا!؟

فراشة تبدو سمينة

الأبحاث حول إصابة الحشرات بالسمنة بدأت في ستينيات القرن الماضي، إلا أن الأبحاث الأخيرة هي التي قدمت دراسة شاملة للموضوع، و قد بينت نتائج هذه الأبحاث أن الحشرات يمكن أن تصبح بدينة!

و تصاب الحشرات بالسمنة لسببين:

السبب الاول لإصابة الحشرات بالبدانة هو تعرضها لطفيلي يؤدي إلى تكون الدهون في صدرها و حول العضلات. و قد بين هذا الأمر العالِم البيولوجي الأمريكي رود شيلدر في دراساته حول ذكور حشرات اليعسوب، كما توَصّل إلى ان الحشرات البدينة (المصابة بالسمنة) تكون أقل نجاحا في عمليات التزاوج و لا تستطيع الدفاع عن منطقتها ضد المنافسين كما تفعل الحشرات الرشيقة (غير المصابة بالسمنة).

السبب الثاني لتعرض الحشرات لمرض السمنة هو السبب نفسه الذي يؤدي إلى إصابة البشر بالسمنة: تناول الدهنيات و السكريات بكثرة. فقد تم إجراء عدة دراسات بخصوص هذا الأمر من طرف عدة جامعات حول العالم، ارتكزت هذه الدراسات على إخضاع الحشرات لحمية معينة و مراقبة النتائج، و توصلوا في الأخير إلى أن الحشرات يمكن أن تصاب بالسمنة.

و لكن لماذا لا نرى حشرات بدينة؟

حسنا, لأن الحشرات محظوظة! فهي تملك درعا خارجيا لا يمكنه النمو و بالتالي فالدهون تتكدس في جسمها دون ان نلاحظ ذلك.

حشرة ذات درع

و يجدر الإشارة إلى ان هناك دراسة أخرى توصل فيها الباحثون إلى أن هنالك بعض الحشرات تُطور نفسها لتمنع تحول الكاربوهيدرات التي تتغذى عليها إلى دهون.
و هذا يعني أن هناك حشرات لا تصاب بالسمنة!